ذهب ضحيتها 13 مواطناً هذا الصيف
"حوادث العطلة الصيفية" من حلم الإجازة إلى مآسٍ مروعة
رأس الخيمة - عدنان عكاشة وحصة سيف:
أعادت الفاجعة الجديدة التي كانت سلطنة عمان والهند مسرحا لها، وذهب ضحيتها 8 مواطنين جملة واحدة في حادثين مروريين مروعين، تسليط بقعة واسعة من الضوء على الحوادث المؤلمة التي شهدتها الإجازة الصيفية بصورة متكررة خلال الأعوام الماضية، فيما كان بعضها مأساويا، ولم يخل بعضها الآخر من خطورة، بعد أن قضى 5 شباب مواطنين في حادث دموي مؤسف نهاية الشهر الماضي خلال عودتهم برا من سوريا، فيما تعرض طفل مواطن لمحاولة اختطاف في القاهرة في وقت سابق من الشهر ذاته، كما عادت طفلة تائهة لذويها في بانكوك، على يد 3 مواطنين، تصادف وجودهم في العاصمة التايلاندية، حيث فقد أثرها لساعات .
عبد الله الحسيني، جد طفلة مواطنة لقيت حتفها في الحادث المروع الذي شهدته الهند أمس الأول، وذهب ضحيته 3 أطفال مواطنين في عمر الزهور، لفت إلى “حجم الأسى والألم الذي يعتصر أسرا بأكملها جراء تلك المآسي، لاسيما أن الإجازة، وهي بمثابة حلم يراود الأسر على مدار عام كامل أو ربما أعوام، تتحول في ظلها إلى كابوس ثقيل يطاردنا طيلة العمر” .
ودعا الأهالي والأسر إلى “اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية ومراعاة جوانب الأمن قبل الشروع في الرحلات والسفر خلال الإجازات الصيفية، إلى جانب اتباع شروط السلامة العامة، لافتا إلى أن وقوع أو تكرار مثل تلك الحوادث المروعة سواء المرورية منها أو سواها لا يعني غض النظر عن السفر إلى الخارج، بل رفع درجات الوعي وتشديد معايير السلامة، خاصة خلال التنقل برا عبر مسافات طويلة، مطالبا في الوقت ذاته بتشجيع برامج السياحة الداخلية ضمن نطاق الوطن، وتحفيز برامج السياحة العائلية وسواها، وتشجيع الأهالي على ارتياد المرافق السياحية في جميع إمارات الدولة” .
راشد الأديب، شقيق اثنين من الضحايا في حادث الهند، إلى جانب شقيقتيه المصابتين في الحادث ذاته، وترقدان حاليا على سرير الشفاء في المستشفى، طالب الأهالي ب “أخذ جانب الحذر، لعدم تكرار تلك المآسي”، منوها بأن “الثروة البشرية الوطنية هي أغلى ثروات الوطن”، ولافتا إلى “ضرورة مضاعفة الحذر عند ارتياد المناطق الجبلية الوعرة خارج الدولة”، لكنه يسلم بالقضاء والقدر وأن “إرادة الله سبحانه تسبق الحذر دائما” .
وناشد الجهات المعنية في الدولة بتثقيف المسافرين، وتزويدهم بنشرات توعية، تتضمن حزمة من الإرشادات التي تكفل أمنهم وسلامتهم وعكس صورة مشرفة للوطن في الخارج .
أم عمر، تربوية، أشارت إلى أن “أفراد مجتمعنا يفتقرون إلى الثقافة السلوكية، التي تجنبهم الكثير من المشكلات التي يقعون بها أثناء السفر”، موضحة أن هذه “الثقافة منظومة من القيم تشكل ثقافة عامة، ومن المفترض أن تسعى عدة جهات أولها الأهل إلى ترسيخها، ومن ثم المدرسة والإعلام والقوانين التي تفرض لتحدد المهام التي يجب أن يقوم بها كل
فرد” .
وأكدت أن “أحد جيرانها اصطدمت مركبته مؤخرا بالمقطورة التي حمل عليها متاعه الشخصي وانكسر زجاج مركبته، وأصيب أبناؤه بشظايا الزجاج أثناء عودته من رحلته الصيفية، إلا أنه أكمل طريقه إلى الدولة بتغطية النوافذ بغلاف من الصناديق الكرتونية، مشيرة إلى أن “الكثيرين يفتقرون إلى التخطيط للرحلة، وعدم أخذ الحيطة والحذر، إذ أن معظم الرحلات تنفذ بشكل عشوائي لدرجة أن البعض ينسى أن يغلق أجهزة التكييف في منزله والبعض الآخر لا يغلق النوافذ ويترك منزله عرضة للسرقة” .
وأضافت أن “التخطيط للرحلات يلزم كل فرد بالتعرف إلى المكان قبل زيارته عن طريق وكالات السياحة أو عن طريق الإنترنت أو ما شابهه من وسائل إعلامية، كما لابد من معرفة أرقام سفارة الدولة للاتصال بها وقت الضرورة، ومن المهم أن يشعر المسافر وكأنه سفير الدولة، ويعرض صورة الإماراتي بقيمه ومبادئه الأصيلة” .
بدرية محمد الشحي، أم حمدان، وهو أحد الشباب الخمسة الذين قضوا على شارع طريف أثناء عودتهم من رحلتهم السياحية إلى سوريا، تقول في شهادة ممزوجة بالألم “إن الحوادث المرورية قضاء وقدر، إلا أنه لا بد من أخذ الحيطة والحذر تجاهها، فيما معظم الشباب يتحدون المسافات أثناء الطريق في السفر البري، بغض النظر عن قدرات المركبة التي هي آلة تتأثر بالعوامل الخارجية وبالحرارة الشديدة، وللسرعة نتيجة طبيعية هي الحوادث المؤلمة” .
وأضافت، وهي تغالب مشاعرها وفاجعة فقدان ابنها مازالت محفورة في ذاكرتها، “الرضا بقضاء رب العالمين والحرص على نصيحة الشباب،
يدفعني إلى تحذيرهم من السرعة، مطالبة كل مسافر أو راكب بالمبادرة إلى الراحة عند الشعور بالإرهاق” .وأكدت “رغم أن ابني وعمه الذي ربيته أيضا توفيا على الطريق مع ثلاثة من أقاربهم، إلا أن دائرة الضحايا تتسع، ونسمع يوميا عن حوادث مؤسفة”، مشيرة إلى “عيوب تعتري بعض الطرق مثل ضيقها وغياب الإنارة، مناشدة الجهات المختصة دراسة أوضاع تلك الطرق” .
ونوهت الأم الثكلى “بسلوكيات بعض الشباب ممن يضيفون لمركباتهم إطارات غير متناسبة مع طبيعة الرحلات الطويلة، محذرة هؤلاء الشباب من التهافت على كل ما يجذب الأنظار من إكسسوارات ومستلزمات السيارات، دون الالتفات إلى متانتها ومناسبتها للمركبة أو للرحلات ذات المسافات البعيدة، كما أن عليهم أن ينتبهوا للطريق جيدا، ولا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة” .
فاطمة راشد، ربة أسرة اختارت إحدى المدن الخليجية لقضاء إجازتها الصيفية، أشارت إلى أن الرحلات الصيفية لا ترتبط بالضرورة بالسفر
خارج الدولة، فيمكن أن نقضيها في رحلات داخلية إلى إمارات أخرى وأنحاء مختلفة من مناطق الدولة .
مدينة الرمس تشيّع أطفالها الثلاثة
في أجواء يلفها الحزن، شيع جمع غفير من أهالي مدينة الرمس ومختلف مناطق رأس الخيمة، صباح أمس ضحايا “حادث الهند”، الذي ذهب ضحيته 3 أطفال في عمر الزهور . وتقبلت الأسرتان العزاء في خيم أقيمت خصيصاً لهذا الغرض في المنطقة، فيما خيم الأسى على أسر الضحايا، الذين تجمعهم صلة قرابة، ومنهم طفلان شقيقان من أسرة واحدة .
ومن المتوقع عودة بقية الأطفال من أفراد الأسرتين مع والدتهما من الهند خلال ساعات، بعد أن لحقت بهم جميعاً إصابات متفرقة في الحادث، والأطفال المصابون هم: آمنة عبدالله الأديب (10 أعوام)، وشيخة عادل الحسيني (3 سنوات)، وشما عبدالله الأديب (8 سنوات) .
الخليج ..